top of page
Search

المنشآت الحجرية..لغز أثري حيّر علماء الآثار بالعالم

Updated: Oct 29, 2022

لم تحظ المنشآت الحجرية بالمملكة العربية السعودية بقدر كاف من الاهتمام والعناية بوضعها على خريطة الوجهات السياحية، رغم أن المملكة تحتضن أكبر عدد منها وتتفوق على دول كثيرة بالعالم، وتُعد هذه المنشآت دليل على ما تتمتع به المملكة من تاريخ عريق وثراء حضاري فريد.

وتتوزع هذه المنشآت على مناطق مختلفة بالمملكة، ومن أهم مناطق وسط المملكة (الفاو، الأفلاج، وجبل الدام، عين فرزان، الشديدة، الرفايع، الثمامة، الدغم، وادي البعيجا، وادي حنيفة، رحبة الحسية، وادي بوضة، وادي أم حرمل، وادي مرخ). ومن مناطق شرق المملكة (واحة يبرين، الصمان، أبو مخروق، جنوب الظهران). ومن مناطق شمال المملكة وشمالها الغربي (مدائن صالح، تيماء، جبه).

وكان من أوائل الباحثين والأكاديميين السعوديين الذين تحدثوا عن المنشآت الحجرية الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن سعو بن جارالله الغزي، فقد قام بتأليف كتاب بعنوان (المنشآت الحجرية القديمة في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد (دراسة مقارنة)، وتوصل من خلال بحثه الميداني إلى أن أعدادها الضخمة تعكس استيطان شبه الجزيرة العربية خلال عصور كانت هي الأغنى بموادها الخام، وبخاصة المعادن والأحجار الكريمة، وعكست عمارتها قوة اقتصادية هائلة وتنظيماً اجتماعياً واضحاً. وتناولها باحثين كثر بالدراسة ومنهم الدكتور عبدالله الشارخ، والشيخ عبدالله الشايع، والدكتور سيد أنيس هاشم، والأستاذ ماجد السنيدي، ودرس الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري المنشآت الحجرية في حرة خيبر من خلال كتابه "خيبر الفتح الذي سر به النبي صلى الله عليه وسلم".

تتميز المنشآت الحجرية بالمملكة على نظيراتها من العالم بتنوع أشكالها وأحجامها واختلاف وظائفها من عصر إلى آخر، ومن أشهرها عالمياً تلك التي تقع في "ستون هنج" Stone Hengeفي بريطانيا، والتي يعود تاريخها إلى نحو خمسة آلاف عام، والموقع مدرج على لائحة مواقع التراث العالمي، وهذا الأثر يصنفه البعض كأحد أبرز المواقع الأثرية التي تنتمي إلى عصر ما قبل التاريخ، وهو تحفة هندسية. ومن المواقع الأخرى "غراند كانيون" في ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أحد مواقع التراث العالمي.




جبل صفراء الوشم


نالت المنشآت الحجرية عناية خاصة من هيئة التراث السعودية، وتجسد ذلك في إطلاق مشروع توثيق أثري لها، لدراسة ما يقارب من 500 ألف موقعاً، فقليلة هي الدراسات التوثيقية والتحليلية التي حاولت استكشاف هذه المنشآت.

ومن أكثر أنواع المنشآت الحجرية انتشاراً بالمملكة (المدافن، والدوائر الحلقية، والدوائر الحجرية، والبوابات، والجدران الممتدة، والأعمدة المنصوبة)، وما زالت هذه المنشآت الحجرية تمثل لغزاً غامضاً بالنسبة للعلماء، وزاد من التعلق بها تصويرها بالطرق الحديثة، فقد حفزت هذه الصور العلماء والباحثين إلى البحث في أسباب بنائها وهندستها ودلالتها، لكن الغريب أنه كلما حاول العلماء والأثريين البحث ازدادت حيرتهم. فبعض العلماء جزم بأنها أماكن للعبادة، والبعض الآخر رجح أنها مقابر، فيما ذهب البعض إلى أنها لمعرفة الاتجاهات الجغرافية وطرق القوافل، ومصائد صحراوية وأسوار للحيازات الزراعية أو السكانية، أو محاجر حيوانية.

Commentaires

Les commentaires n'ont pas pu être chargés.
Il semble qu'un problème technique est survenu. Veuillez essayer de vous reconnecter ou d'actualiser la page.
نوثق ونكتشف تاريخ وتراث المملكة العربية السعودية
bottom of page